الخدج، ولكن كيف يتم علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة؟
يعتمد علاج عدم اكتمال الرئة (Respiratory Distress Syndrome) عند حديثي الولادة على عدة عوامل، مثل: عمر وصحة حديث الولادة، والأعراض التي يشكو منها، وسنتعرف في ما يأتي على علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة بشكل أوضح:
علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة
يُوجد عدد من الطرق التي يتم من خلالها علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة، ومن هذه الطرق نذكر:
1. علاج خافض التوتر السطحي البديل (Surfactant replacement therapy)
حيث يتم علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة عن طريق تزويدهم بالمادة السائلة لخافض التوتر السطحي الناقصة في جسمهم من خلال أنبوب التنفس؛ للتأكد من وصول سائل خافض التوتر السطحي إلى الرئتين، وبعد الانتهاء من تزويد جسم حديث الولادة بمادة خافض التوتر السطحي، يتم الاستعانة بجهاز التنفس الاصطناعي لدعم عملية التنفس لديهم.
وتُعد هذه الطريقة أكثر فعالية عند استخدامها في الساعات 6 الأولى من الولادة، وقد يتم استخدامها مرات عديدة، اعتمادًا على شدة الأعراض التي يعاني منها حديث الولادة.
2. ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر (Continuous positive airway pressure)
يقُوم ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر على علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة عن طريق الحفاظ على تدفق هواء ثابت ومستمر في المجرى التنفسي، مما يمنع انغلاق المجرى التنفسي.
فيديو قد يعجبك:
ويتم إعطاؤه عن طريق جهاز التنفس الاصطناعي في حال قدرة حديث الولادة على التنفس من تلقاء نفسه، أو من خلال جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر الخاص في حال عدم قدرته على التنفس.
3. العلاج بالأكسجين (Oxygen therapy)
يتم علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة باستخدام العلاج بالأكسجين في حال انخفاض مستوى أكسجين الدم عن الحد الطبيعي، ويتم تزويد حديثي الولادة بالأكسجين عن طريق استخدام جهاز الحاضنة أو الأنابيب أو جهاز التنفس الاصطناعي أو جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر.
تعليمات خاصة عند علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة
تُوجد بعض التعليمات التي يجب اتباعها عند علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة، ومن هذه النصائح نذكر:
الحفاظ على هدوء المحيط المتواجد فيه حديث الولادة.
مراقبة درجة حرارة جسم حديث الولادة بشكل دقيق.
علاج أي التهاب يعاني منه حديث الولادة بشكل فوري.
إعطاء حديث الولادة السوائل والمغذيات بحرص.
أهمية علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة
تكمن أهمية علاج عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة في تجنب العديد من المضاعفات التي قد تظهر في الوقت ذاته أو في مراحل متقدمة من الحياة، ومن هذه المضاعفات نذكر:
الإصابة بالاسترواح الصدري (Pneumothorax).
النزيف الرئوي أو النزيف الدماغي.
تندب الرئتين.
الإعاقات العقلية.
خلل التنسج القصبي الرئوي (Bronchopulmonary dysplasia).
تعقن الدم.
الفشل الكلوي.
كيف يمكن تجنب عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة؟
تكمن طرق تجنب عدم اكتمال الرئة عند حديثي الولادة عن طريق تجنب الولادة المبكرة، ومن هذه الطرق نذكر:
المحافظة على صحة الحامل من خلال تناول الغذاء الصحي والحفاظ على النشاط الجسدي، والقيام بفحوصات ما قبل الولادة.
الالتزام بالموعد المناسب للولادة من خلال إجراء الولادة القيصرية، ولكن يفضل أن يتم تأخير الولادة القيصرية إلى ما لا يقل عن 39 أسبوع من الحمل، أو إلى أن يتم تأكيد نضج الرئتين لدى الجنين.
استخدام الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) بين الأسبوعين 24 - 34 من الحمل، وقد يستمر استخدام الكورتيكوستيرويدات إلى الأسبوع 37 من الحمل أحيانًا.
<<
اغلاق
|
الآتي بعنوان جدول نمو الأطفال الخدج لتعرف أكثر عن الموضوع.
يبين المقال الآتي جدول نمو الأطفال الخدج مع تقدمهم في العمر، والفروقات التي تكون بين هذه الفئة من الأطفال مقارنة بالأطفال الآخرين:
جدول نمو الأطفال الخدج
يتم تعرف الأطفال الخدج بأنهم الأطفال الذين يولدون بأقل من 37 أسبوعًا من عمر الحمل، ومن المهم استخدام جدول نمو الأطفال الخدج وذلك لمحاكاة النمو.
نذكر فيما يأتي جدول نمو الأطفال الخدج تبعًا لمدة الحمل لكل من الذكور والإناث كما يأتي:
جدول نمو الذكور الخدج
ويكون كما يأتي:
عمر الحمل (أسبوع)
الوزن (كيلوغرام)
الطول (سنتيمتر)
محيط الرأس ( سنتيمتر)
40
3.6
51
35
35
2.5
46
32
32
1.8
42
29.5
28
1.1
36.5
26
24
0.65
31
22
جدول نمو الإناث الخدج
ويكون كما يأتي:
عمر الحمل (أسبوع)
الوزن (كيلوغرام)
الطول (سنتيمتر)
محيط الرأس (سنتيمتر)
40
3.4
51
35
35
2.4
45
31.5
32
1.7
42
29
28
1
36
25
24
0.60
32
21
معلومات حول جدول نمو الأطفال الخدج
من الملاحظات الهامة حول جدول نمو الأطفال الخدج ما يأتي:
يتم تضمين الوزن والطول ومحيط الرأس في جدول نمو الأطفال الخدج، مع زيادة أسبوعية فيها.
يجب استخدام مخططات النمو الخاصة بمنظمة الصحة العالمية للأطفال خدج حتى بلوغهم لعامين على الأقل.
يتأثر معدل نمو الطفل بوزنه عند الولادة، وعمر الحمل، والاضطرابات الوراثية، والحالة الصحية.
لا يمكن الحكم على الطفل بنسب فردية، إنما يتم النظر إلى الوزن والطول ومحيط الرأس معًا للحصول على صورة شاملة.
يجدر بالذكر أنه كلما قل وزن الطفل عند ولادته زادت احتمالية تعرضه لمشاكل صحية تؤثر على كيفية نموه.
قد يعاني أطفال الخدج من مشاكل طبية، مثل: الالتهابات أو أمراض القلب أو الرئة أو الأمعاء، وعادةً ما تختفي هذه الحالات عندما يكبر.
كيفية نمو الأطفال وجدول نمو الأطفال الخدج
بعد الحديث عن جدول نمو الأطفال الخدج نذكر فيما يأتي المعالم التنموية للأطفال الخداج خلال الفترة الأولى من عمره، إذ يساعد ذلك على فهم الطريقة التي يمكن أن ينمو أطفال الخدج:
1. الشهر الأول من عمره
خلال هذه الفترة يتطور الطفل كما يأتي:
يتبع الوالدين بعينيه.
يبدأ في الشعور بالضيق عند الملل، ويهدأ عند حمله أو التحدث إليه.
يصدر أصوات حروف مختصرة وقصيرة.
يظهر علامات الحساسية تجاه البيئة، مثل: البكاء المفرط، أو الرعشة، أو التخبط المفرط.
يحرك كلا الذراعين والساقين معًا.
2. الشهر الثاني من عمره
خلال هذه الفترة ينمو ويتطور الطفل كما يأتي:
يبتسم في بعض الأحيان.
يصدر أصواتًا تظهر السعادة أو الانزعاج.
يصدر أصوات قصيرة.
يفتح ويغلق اليدين.
3. في الفترة 4 - 6 أشهر من عمره
خلال هذه الفترة يظهر الطفل ما يأتي:
يبتسم عندما يرى نفسه.
يصدر أصوات مختلفة.
يجلس لفترة وجيزة دون دعم.
يتدحرج على الجانبين.
ينقل الألعاب من يد إلى أخرى.
4. في عمر التسعة أشهر
خلال هذه الفترة يتطور الطفل كما يأتي:
يستخدم الإيماءات الأساسية، مثل: مد الذراعين للرفع، أو التلويح عند الوداع.
يبحث عن الأجسام على الأرض.
ينظر باستمرار عند النداء باسمه.
ينظر حوله عند التحدث عن شيء يخصه.
يقلد الأصوات التي يصدرها الوالدين.
يجلس جيدًا بدون دعم.
يتحرك بسهولة بين الجلوس والاستلقاء.
يزحف على اليدين والركبتين.
يلتقط الطعام لتناوله بسهولة.
4. في عمر السنة الواحدة
خلال هذه الفترة يتطور وينمو الطفل كما يأتي:
يبحث عن الأشياء الخفية.
يستخدم بعض الكلمات الخاصة به.
يتبع التوجيهات المختلفة.
يبدأ بالمشي بخطواته الأولى.
يقف بدون دعم.
يلتقط الأشياء الصغيرة بإصبع واحد وإبهام.
يلتقط الطعام لتناوله.
يرفع الرأس والصدر عند الاستلقاء على البطن.
يحافظ على ثبات الرأس عند الجلوس.
فئات الأطفال الخدج
يقسم الأطباء الأطفال الخدج إلى مجموعات اعتمادًا على عمرهم عند الولادة كما يأتي:
الفئة الأولى: حيث يولد خلال 34 إلى 37 أسبوعًا.
الفئة الثانية: حيث يولد خلال 32 إلى 34 أسبوعًا.
الفئة الثالثة: حيث يولد في عمر أقل من 32 أسبوعًا.
الفئة الرابعة: حيث يولد في عمر أقل من 25 أسبوعًا.
<<
اغلاق
|
يعانون من عدة مشاكل، إليك مجموعة مخاطر تلحق بالأطفال الخدج في ما يأتي:
غالبًا ما يظهر الخوف والتوتر على الحوامل اللواتي يلدن أطفالهن قبل الموعد المحدد، حيث أن الأطفال الخدج لديهم مخاطر صحية كبيرة، إليك مجموعة مخاطر تلحق بالأطفال الخدج وكيفية تجنبها من خلال المقال الآتي:
مخاطر تلحق بالأطفال الخدج
يطلق على الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل بالأطفال الخدج، وهناك العديد من المخاطر التي يمكن حدوثها على صحتهم جراء الولادة المبكرة.
تشمل مجموعة مخاطر تلحق بالأطفال الخدج على الآتي:
1. الرئة غير الناضجة
معظم الأطفال التي تتم ولادتهم قبل 36 أسبوعًا يعانون من رئتين غير ناضجتين ولكن تختلف درجة نضج الرئة من طفل لآخر.
إذا كانت الأم ومقدم الرعاية الصحية يعلمان أن الطفل هو حالة مبكرة، يمكن إجراء فحص بزل السائل الأمنيوسي للتحقق من مستوى النضج في الرئتين.
في بعض الحالات يتم إعطاء حقن الستيرويد للطفل قبل الولادة من أجل تسريع نمو الرئتين وترتبط الرئتين غير الناضجة بالمضاعفات الآتية:
متلازمة الضائقة التنفسية (Respiratory distress syndrome)
وهي اضطرابات قاسية تحدث بسبب عدم وجود عامل محدد في الرئتين يساعد على منعها من الانهيار.
يشمل علاج هذه الحالة إمداد الرئة بالأكسجين الإضافي عن طريق استخدام جهاز التنفس الصناعي، أو ضغط المسلك الهوائي الإيجابي المستمر، أو التنبيب الرغامي.
تسارع النفس العابر (Transient tachypnea)
هو التنفس السريع للطفل يمكن أن يكون واحد من مخاطر تلحق بالأطفال الخدج، وعادةً ما يستغرق ثلاثة أيام أو أقل، يتم علاجها عن طريق القيام بعمليات تغذية في الوريد.
خلل التنسج القصبي الرئوي (Bronchopulmonary dysplasia)
يحدث عندما تظهر رئتي الطفل بصورة متدهورة، ويمكن وضع جهاز التنفس الصناعي لعلاج هذه الحالة.
2. الإصابة بالعدوى
قد لا يستطيع الطفل الخديج مقاومة بعض أنواع العدوى لذلك يتم وضعه في حاضنة لتوفير الحماية من الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها.
ويجب أيضًا الحرص على الغذاء الخالي من الجراثيم والفيروسات التي يمكن أن تسبب له العدوى لذلك يفضل مراقبته خاصة في الشهور الأولى من ولادته.
3. الإصابة باليرقان
وهذه من ضمن مخاطر تلحق بالأطفال الخدج الشائعة حيث يكون لون جلد الطفل مصفرًا بسبب تراكم مادة البيليروبين (Bilirubin) في الدم، بالتالي التسبب بحالة مرضية تسمى اليرقان.
يشمل العلاج وضعه تحت ضوء واستخدام ما يسمى العلاج بالضوء، حيث يمكن أن يستغرق الإجراء من أسبوع إلى 10 أيام.
4. النزف داخل البطيني (IVH)
إن الأطفال الخدج لديهم خطر متزايد لحدوث النزيف في الدماغ لأن الأوعية الدموية تكون غير ناضجة، مما يؤدي إلى مضاعفات في المستقبل، مثل: حدوث الشلل الدماغي، أو التخلف العقلي، أو صعوبات التعلم.
يحدث النزيف داخل الجمجمة عند حوالي 1/3 الأطفال الذين يولدون في فترة 24-26 أسبوعًا من الحمل.
إذا كان الطبيب يعلم بموعد الولادة المبكرة فإنه يمكن إعطاء الأم أدوية للمساعدة في الحد من خطر النزف الشديد داخل الجمجمة عند الطفل.
5. عدم الحفاظ على درجة حرارة الجسم
يولد الأطفال الخدج مع القليل من الدهون في الجسم وجلد غير ناضج مما يجعل من الصعب الحفاظ على حرارة الجسم وجعلها أكثر عرضة للانخفاض، مما يشكل خطورة عليهم.
إذا كان طفلك الخديج يعاني من اختلاف في درجة حرارته يمكن علاج هذه الحالة عن طريق استخدام حاضنة توفر الدفء.
6. الجهاز الهضمي غير الناضج
من المتعارف عليه أن الأطفال الخدج يولدون مع جهاز هضمي غير ناضج للغاية حيث لا يقوم باستيعاب المغذيات بشكل فعال، مما يؤثر على صحة الطفل ويعرضه لأمراض المعدة والأمعاء.
في مثل هذا النوع من مجموعة مخاطر تلحق بالأطفال الخدج يتلقى الطفل الغذاء الأولى عن طريق التغذية الوريدية (IV) لبضعة أيام.
7. فقر الدم
يصاب الأطفال الخدج بتركيزات منخفضة من خلايا الدم الحمراء التي تحمل مادة تسمى الهيموغلوبين، مما يسبب لديهم فقر دم حاد قد يؤثر على صحة جهازهم الدوراني بشكل كبير.
يمكن أن يشمل علاج فقر الدم للطفل الخديج نقل خلايا الدم الحمراء جديدة إله.
8. حدوث القناة الشريانية السالكة
هي حالة يتعطل فيها إغلاق القناة الشريانية بعد الولادة بالتالي حدوث صعوبات في التنفس بسبب وجود وعاء دموي مفتوح.
أثناء نمو الجنين تكون القناة الشريانية مفتوحة للسماح بتحويل الدم من الرئتين إلى الأبهر، ومن ثم يصنع الجنين مركبًا كيميائيًا يسمى البروستاغلاندين أي (Prostaglandin E)، والذي يبقي القناة الشريانية مفتوحة.
ومع بلوغ الشهر التاسع تنخفض مستويات البروستاغلاندين أي مما يؤدي إلى إغلاق القناة الشريانية وبالتالي السماح لرئتي الطفل باستقبال الدم اللازم للعمل بشكل صحيح بعد ولادته.
وفي حالة الطفل الخديج قد يبقى البروستاغلاندين أي عند نفس المستوى مسببًا القناة الشريانية المفتوحة، يشمل العلاج هنا أخذ دواء يوقف أو يبطئ إنتاج البروستاجلاندين أي.
9. الإصابة بالتهاب الأمعاء
من ضمن مخاطر تلحق بالأطفال الخدج هي التهاب المعاء والتي تنتج بسبب ضعف تدفق الدم الذي يؤثر على جدار الأمعاء، مما يعرض الطفل لأضرار كبيرة في أمعائه.
يشمل العلاج على التغذية عن طريق الوريد أو تناول المضادات الحيوية، ولكن في الحالات الشديدة يفضل إجراء عملية جراحية.
10. الإصابة بالإنتان
تحدث هذه الحالة الطبية للأطفال الخدج عندما تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم وغالبًا ما ينتقل الإنتان إلى الرئتين ويمكن أن يؤدي إلى التهاب رئوي، يمكن علاج هذه الحالة بالمضادات الحيوية.
<<
اغلاق
|
وجه الخصوص، لذلك خُصص هذا المقال لذكر أبرز النصائح.
نصائح لأهل الطفل الخديج
تتمثل أبرز نصائح لأهل الطفل الخديج في ما يأتي:
1. التعرف على حاضنة الطفل الخديج
غرفة حاضنة الخدج تختلف من مستشفى إلى اخر، وهنا يجب على الأهل التعرف على ما يحتاجه طفلهم من حاضنة، وتوفيرها لهم، حيث إن كانت حاضنة الخدج في المستشفى التي يتواجد فيها الطفل لا تؤمن ما يحتاجه الطفل، فعلى الأهل نقله إلى مستشفى اخر.
2. التعامل مع المشاعر الهائجة
الأهل الذين يبقى طفلهم في الحاضنة عادةً يشعرون بالذنب، والذعر، والقلق، والخوف، والحرمان، وهنا يجب على الأهل التعامل مع هذه المشاعر الهائجة بكل حكمة، واعتبار الأمر أنه عابر وطفلهم سيصبح بصحة جيدة في القريب.
الأم قد تكون أكثر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في المشاعر، لكن هي بذات يجب عليها أن تتحكم بمشاعرها قدر المستطاع لأنها في فترة تحتاج إلى الراحة بعد الام الولادة، كما أن العامل النفسي يؤثر على الحليب لديها.
هذه النصيحة سهلة جدًا للقراءة، لكن من الصعب تنفيذها من قبل الكثيرين، لذا يأتي هنا دور المقربين في مساعدة الأم والأب بتجاوز هذه المشاعر.
3. التعرف على الطاقم الطبي والمستشفى
صحيح أن الطاقم الطبي في الحاضنة يكون معظم الوقت مشغولًا جدًا ويرعى الكثير من الأطفال في ان واحد، لكنهم أيضًا يدركون جيدًا حالة الأهل الذين يبقون بجانب الطفل والصعوبات التي يواجهونها، لذلك على الأهل:
عدم التردد في إشراكهم في ما ينتابهم من مخاوف وطرح الأسئلة المراد معرفة إجاباتها عليهم.
التعرف على أسماء أفراد الطاقم وطرح السلام عليهم في كل وقت والاهتمام بصحتهم.
التعرف على وظيفة كل شخص في القسم ولأي شخص يجب التوجه في المسائل المختلفة.
بالإضافة إلى التعرف على الطاقم الطبي يفضل أيضًا التعرف على المستشفى نفسه، فالأهل يقضون به معظم وقتهم، لذا من المهم:
استيضاح مكان تناول الطعام.
معرفة أماكن جلب الكراسي في حال نقصانها.
معرفة قواعد المستشفى، من حيث السماح لهم باستخدام الهاتف النقال، أو البقاء للنوم في المستشفى وغيرها من أمور.
4. جمع المعلومات حول صحة الطفل الخديج
يفضل المشاركة والتعرف بالتفصيل على كل إجراء طبي وفحص يخضع له الطفل الخديج وهذه النصيحة تندرج ضمن نصائح لأهل الطفل الخديج الأبرز.
إن جمع المعلومات عن حالة الطفل الخديج يمكن أن تكون مهمة شاقة وصعبة أثناء مكوث الطفل الخديج في الحاضنة، حيث هناك الكثير من المصطلحات الطبية التي لا يعرفها الوالدين من قبل، لذلك أحيانًا يمكن أن يشعر الوالدين بالعجز مقابل كل المعلومات التي تهبط عليهم دفعة واحدة.
5. تطوير التفاعل مع الطفل الخديج
الطفل الذي يبقى في حاضنة الخدج هو بالطبع لا يدرك حالته، لكن مثل أي طفل اخر فهو متعطش للمسة من والديه ولدفء جسمهم.
قد لا يسمح بلمس كل الأطفال في الحاضنة ولا يمكن إمساك جميعهم، لكن هناك طرقًا للتعامل مع ذلك بمساعدة الطاقم الطبي.
6. طلب الدعم
عندما يمكث الزوجان معًا في حاضنة الخدج، فغالبًا ما يحتاج كلاهما للدعم، ولذلك في هذه الحالة من المستحسن العثور على شخص اخر يمكنه أن يدعمهم والذي يمكنهم الحديث معه عن المكوث في الحاضنة وعما يمرون به.
7. كتابة اليوميات
إن الكتابة يمكن أن تساعد جدًا في:
التعامل مع العواطف الجياشة وترك الأفكار المتسارعة في الرأس والمتشابكة ببعضها البعض.
تذكر كل المعلومات الطبية وإرشادات الطاقم الطبي.
8. الدعم المتبادل بين الزوجين
الزوجان اللذان يمكثان في حاضنة الخدج يعرفون الوضع أفضل من أي شخص اخر، فهم يعرفون ما الذي يشعر به الطرف الاخر لأنهم يشعرون بذلك بأنفسهم، ولذلك من المهم تقاسم المشاعر والتحدث عن كل شيء في ما بينهما.
9. تلقي الدعم
يقصد بتلقي الدعم هو عدم رفض أي مساعدة من الأشخاص المحطين، حيث إن كان للوالدين أطفال اخرين وأحد الأقارب عرض المساعدة لرعايتهما، فيجب على الأهل عدم التردد في القبول في حال الثقة بهذا الشخص.
10. الاستعداد لكل ما هو قادم
على الأهل أن يكونوا مستعدين لأي حدث طارئ قد يحدث مع طفلهم الخديج، وعدم التعامل مع هذا الطارئ بأسلوب غير حضاري مثل: إيذاء الكادر الطبي.
معلومات هامة عن الأطفال الخدج
بعد التعرف على قائمة نصائح لأهل الطفل الخديج فلنتعرف على المعلومات الاتية:
الأطفال الخدج يكون شكلهم مختلف قليلًا عن الأطفال العاديين، فهم أصغر، وأكثر هشاشة وأكثر لينًا.
الأطفال الخدج قد يصابون بعدة مشكلات صحية وفقًا لحالاتهم، وقد يخرجون من الخداج وهو بصحة تامة.
الأطفال الخدج يحتاجون إلى رعاية خاصة حتى بعد خروجهم من الحضانة.
هل يمكن تحديد وقت لخروج الطفل من حضانة الخدج؟
لا يوجد وقت معين، حيث على الأهل معرفة أن كل طفل تختلف حالته عن الاخر، والطبيب هو من يقرر الوقت المناسب لإخراج الطفل من الحضانة.
<<
اغلاق
|
تجاه بعض الأمراض التي من الممكن أن تصيبهم، والجراثيم المسُبّبة للأمراض مختلفة باختلاف المرض، فمن الممكن أن تكون فيروسََا مثل فيروس الحصبة، أو بكتيريا مثل المكورة الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus pneumoniae)، ويأتي دور المطعوم بتحفيز الجهاز المناعي لخلق رد فعل مشابه لما قد يحدث في حالة الإصابة بالعدوى، ويتم ذلك عن طريق استخدام كمية قليلة من الجرثومة المُسبّبة للمرض وذلك بعد إضعافها أو قتلها، حيث إن الجهاز المناعي يتصدّى لهذه العدوى ويتذكر الجرثومة لمحاربتها مستقبلََا في حال دخولها إلى الجسم، ويُشار إلى أنّه قبل الولادة تنتقل أجسام مضادة من الأم الى الجنين، والأجسام المضادة هي بروتينات يصنعها الجسم لمحاربة الأمراض، كما أنّ الطفل يستمر بالحصول على هذه الأجسام المضادة عن طريق حليب الأم ولكن في كلتا الحالتين تكون هذه الحماية مؤقتة.
لا تزال منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) تُوصي بإعطاء المطاعيم للأطفال، وبالاستناد إلى نتائج الإحصائيات المُجراة في عام 2019 م فإنّه تم إعطاء 85% من حديثي الولادة المطعوم الثلاثي (بالإنجليزية:(Diphtheria-tetanus-pertussis vaccine) والذي يقي من أمراض الخنّاق (بالإنجليزية: Diphtheria) والكُزاز (بالإنجليزية: Tetanus) والسعال الديكيّ (بالإنجليزية: Pertussis).
فوائد تطعيم الأطفال تُعدّ التطعيمات أعظم تدخل إنساني في مجال الصحة العامة في تاريخ الإنسانية، حيث إنها افضل طريقة لمنع انتشار الأوبئة بالاضافة الى التعقيم المستمر ومياه الشرب النظيفة، ويمكن تلخيص فوائدها بالنقطتين الآتيتين:
القضاء على العديد من الأمراض التي كانت سببََا لإصابة أو وفاة الآلاف من الأطفال، فقد تم القضاء عليها بالكامل وبعض الأمراض الأخرى قاربت على الاختفاء، وذلك حتمََا بفضل المطاعيم التي تعد آمنة وفعالة، بالتالي فهي من الممكن أن تنقذ حياة الطفل.
حماية الأفراد الذين لا يستطيعون أخذ المطاعيم؛ فبعض الأطفال ما زالو صغارََا ولا يستطيعون أخذ هذه التطعيمات، والبعض الآخر لا يستطيع أخذها بسبب معاناتهم من الحساسية الشديدة، أو لأنّهم يعانون من ضعف بالجهاز المناعي بسبب سرطان الدم أو لأي سبب آخر، بالتالي فإن إعطاء جميع المطاعيم للطفل مهم جدََا لحماية هذه الفئات.
الأمراض التي تُغطى بالتطعيمات
تغطي التطعيمات عددََا من الأمراض، ومنها ما يأتي:
شلل الأطفال: (بالانجليزية: Polio) ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر، ومن الممكن أن يهاجم الدماغ والحبل الشوكي للشخص المصاب مسببََا الشلل.
الكزاز: يتسبب بشد عضلي مؤلم جدََا وتيبّس في عضلات الحنك، ومن الممكن أن يؤدي الى الوفاة.
الإنفلونزا: (بالإنجليزية: Influenza) وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي سببه فيروسي، وهو يؤثر في الأنف، والحلق، والرئتين. ا
لمستدمية النزلية النوع "ب": (بالانجليزية: Haemophilus influenzae type b) يُلحق هذا المرض أضرارًا جسيمة بالجهاز المناعي للطفل، كما قد يسبب ضررًا للدماغ، وضعفًا بالسمع، وقد يؤدي أيضََا للوفاة.
السعال الديكي: يُسبّب هذا المرض سعالََا مؤذياََ غير مسيطر عليه، والذي غالبََا يؤدّي لصعوبة بالتنفس.
مرض المكوّرة الرئوية: يُسبّب هذا المرض عدوى في الأذن والجيوب الأنفية، والتهاب رئوي، وقد يُسبب التهاب السحايا، مما يجعله خطيرََا جدََا على صحّة الأطفال.
الفيروس العجلي: (بالإنجليزية: Rotavirus) غالبََا ما يُصيب الأطفال الرُّضع والصغار بالسن، ويُعدّ هذا الفيروس مُعديََا، فبعد دخوله إلى الجسم تظهر أعراضه على هيئة إسهال شديد غالبََا يرافقه تقيؤ وحمى وألم في منطقة البطن.
النكاف: (بالانجليزية: Mumps) ما يُعرف به هذا المرض تأثيره في الغدد اللّعابية، مما يؤدّي لبروز وانتفاخ في الخدّين وتوّرم في منطقة الفك.
جدري الماء: (بالانجليزية: Chickenpox) يُسبّب هذا المرض طفحًا جلديًا على هيئة بثور، ويشعر المصاب بحكة في موقع هذه البثور، كما يؤدي أيضََا الى حدوث حمّى.
الخُنّاق: يتسبّب هذا المرض بتكوين غشاء ملتصق في الحلق أو الجزء الخلفي من الأنف، والذي يجعل عملية البلع أو التنّفس صعبة.
التهاب الكبد الوبائي أ: (بالانجليزية: Hepatitis A) وهو عدوى ناجمة عن فيروس يُصيب الكبد، مما يُحدث التهابًا بالكبد وضعف قدرته على القيام بوظائفه.
التهاب الكبد الوبائي ب: (بالانجليزية: Hepatitis B) وهو عدوى فيروسية تصيب الكبد وتؤدي لحدوث مرض مزمن وحادِِّ أيضََا.
الحصبة الألمانية: (بالانجليزية: Rubella or German measles) وهي مرضٌ نادر يسبّب طفحًا جلديََا، ويظهر على شكل بقع جلدية حمراء أو زهرية اللون.
الحصبة: وهي عدوى فيروسية مُعدية تُسبّب حمى وطفحًا جلديََا.[٩] مطاعيم أخرى:
توجد مطاعيم أخرى من الممكن أن يُوصَى بها للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى غير التي سبق بيانها.
أنواع تطعيمات الأطفال
توجد عدة أنواع مختلفة من التطعيمات، والتي تُصّنف تبعََا لطريقة تصنيع موّلد الضد (بالانجليزيّة: Antigen)، وهو الجزء الفعال من الجرثومة أو الميكروب المُسبب للمرض، والذي يُولّد الجسم مناعة ضدّه، وبناء على ذلك يمكن تقسيم المطاعيم كما يأتي:
لقاح موهن أو مُضعّف: (بالانجليزية: Attenuated vaccine) وهو عبارة عن فيروس حي تم إضعافه ويُستخدم في بعض التطعيمات مثل مطعوم الحَصبة ومطعوم النُكاف ومطعوم الحَصبة الألمانية.
اللقاح الخامل أو غير النشط: يتم تحضير هذه المطاعيم بعد قتل الميكروب، مثل مطعوم شلل الأطفال.
لقاح السمّ المُضعّف: يتم تحضيره بعد إضعاف السمّ الذي تُنتجه البكتيريا المُسببة للمرض، وتُعدَ تطعيمات الكُزاز والخنّاق من تطعيمات السُّم المُضعف.
اللّقاح المُقترن: (بالإنجليزية: Conjugate vaccine) ويعد مطعوم المستدمية النزلية النوع "ب" مثالََا عليها، وتحتوي على بكتيريا مدُمجة مع بروتينات.
كيفية تطعيم الأطفال
توجد طرق عديدة لإعطاء التطعيمات للأطفال، فبينما تجري العادة بأن تُعطى المطاعيم عن طريق حقنها بالعضل أو تحت الجلد، يُمكن أن تعطى عن طريق الوريد أيضََا، وتُعطى بعض مطاعيم الأطفال عن طريق الفم، وكذلك يُعطى أحد تطعيمات الإنفلونزا عن طريق رشّه بالأنف، وقد تُعطى بعض التطعيمات بشكلِِ دوري أو قد تُعطى مطاعيم أخرى لفئات خاصة من الناس، ومن الممكن أيضََا إعطاء أكثر من مطعوم في الوقت نفسه سواءََ في حقنة واحدة أو بإعطاء أكثر من حقنة في مواقع مختلفة من الجسم.
الآثار الجانبية لتطعيمات الأطفال
تُعدّ المطاعيم آمنة إلى حد كبير، وقد تتسبب بآثار جانبية بسيطة في بعض الحالات، مثل ارتفاع درجة الحرارة، او تهيج الطفل، أو التسبب بألم في منطقة الحقن، ومن الممكن أن تُسبّب بعض التطعيمات أيضََا صداعََا مؤقتََا، وإرهاقََا أو فقدانََا للشهية، ومن الجدير بالذكر أنّها قد تُسبب آثار جانبية شديدة، إلّا أنها نادرة الحدوث، ومنها:
رد فعل تحسّسي شديد، واعتلال عصبي على شكل نوبات من التشنجات، وبذلك يمكن القول إنّ منافع إعطاء التطعيمات أكبر بكثير من الآثار الجانبية المحتملة.
يُفضّل في بعض الحالات الخاصة ألّا يتم إعطاء التطعيمات للأطفال، فلا يصحُّ أن تعطى للأطفال الّذين يعانون من بعض أنواع السرطانات، أو الأطفال الذين يستخدمون بعض العلاجات التي تثبّط قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
<<
اغلاق
|
الولادة هي حدث تختلط فيه مشاعر الفرح،الإثارة والخوف مع بعضها البعض، وأحيانا حتى يسيطر بعضها على البعض الآخر، وخاصة عند حدوث ولادة الطفل الخديج قبل الأوان.
حاضنة الخدج (incubator) هي وحدة المواليد والعناية المركزة للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وإشراف عندما يولدون في وقت مبكر جدا، حيث تكون أجسامهم غير متطورة بما فيه الكفاية. تحدث ولادة مبكرة واحدة في كل 8 ولادات وتتطلب رعاية خاصة بالمولود بعد الولادة مباشرة. ولكن ليس فقط الطفل الخديج الذي يولد ولادة مبكرة يحتاج إلى رعاية خاصة، أيضا والديه الموجودون بجانبه - قلقين ومنفعلين في ان واحد ولا يعرفون دائما كيفية التعامل مع مكوث الطفل في حاضنة الخدج وكيفية التعامل مع مشاعرهم الهائجة – فهم بحاجة إلى العلاج والدعم.
بالنسبة للأهل الذين يشعرون بالقلق حضرنا عددا من النصائح المفيدة لمساعدتهم على التعامل مع مكوث طفلهم في حاضنة الخدج:
1 . التعرف على حاضنة الطفل الخديج
من المهم أن نعرف بعض الأمور الهامة حول إقامة الطفل الخديج في الحاضنة . عندما يولد الطفل قبل الأوان يؤخذ الى هناك على الفور والأهل لا يكونون قادرين على الامساك به أو لمسه بعد ولادته. أيضا عندما يبقى الطفل في حاضنة الخدج فلا يمكن لأهله لمسه. بعد مرور فترة زمنية معينة في حاضنة الخدج، حيث يتحسن وضع الطفل ويكبر قليلا، يمكن للوالدين المشاركة مع الفريق الطبي في اجراء فحوصات مثل فحص الحمى، عند تغيير الحفاضات وعند إطعام الطفل.
غرفة حاضنة الخدج تختلف من مستشفى الى اخر، ولكن عادة ما تكون بمثابة غرفة كبيرة مع أسرة حاضنة مفتوحة أو مغلقة مصفوفة على طول الجدران. من المهم أن نعرف أنه في معظم الأحيان تكون حاضنة الطفل الخديج مليئة بالأجهزة وأفراد الفريق الطبي الذي يعملون فيها بنشاط. يكون هناك أيضا المزيد من الأهل القلقين والخائفين، ولذلك فمن الصعب في بعض الأحيان الاقتراب وتطوير علاقة حميمة مع الطفل.
الأطفال الذين يولدون قبل الأوان يكون شكلهم مختلف قليلا عن الأطفال العاديين، فهم أصغر، أكثر هشاشة وأكثر لينا. أحيانا من الصعب على الأهل التعامل مع شكل طفلهم الخدج وخصوصا اذا كان الطفل الخديج أيضا مربوطا بالعديد من الأنابيب والأجهزة في الحاضنة. لذلك يجب أن يعرف الأهل هذا الاحتمال مسبقا لكي لا يصابوا بالذعر من شكل الطفل في الحاضنة.
بسبب أن الطفل الخديج أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا والأمراض، فساعات الزيارة محدودة جدا. يمكن للوالدين البقاء إلى جانبه كل الوقت لكن بقية أفراد الأسرة يمكنهم زيارته لفترات قصيرة فقط وبتنسيق مسبق.
2 . التعامل مع المشاعر الهائجة
الأهل الذين يبقى طفلهم في الحاضنة لا يعرفون ما إذا كان عليهم اعتبار ذلك بمثابة أزمة في حياتهم أو حدثا سعيدا لأنه مع ذلك فقد ولد لهم طفل جديد. الأهل ببساطة لا يعرفون كيف يشعرون وما هي المشاعر المشروعة في هذه الحالة. الكثير من الأهل يشعرون بالذنب، الذعر، القلق، الخوف، الحرمان، اللامبالاة والشعور بالوحدة عندما يكون الطفل الخديج في الحاضنة ، ولكن من المهم محاولة تنحية تلك المشاعر جانبا ومحاولة التركيز على الجانب الإيجابي أكثر في عملية تعافي الطفل الخديج.
هذه النصيحة سهلة جدا للقراءة وفي كثير من الأحيان من الصعب تنفيذها. لكن من المهم محاولة التغلب على المشاعر الغامره أثناء فترة المكوث في الحاضنة والنجاح في البقاء بجانب الطفل ومساعدة الطاقم الطبي في علاجه بأفضل شكل ممكن.
3 . التعرف على الطاقم الطبي والمستشفى
صحيح أن الطاقم الطبي في الحاضنة يكون معظم الوقت مشغولا جدا ويرعى الكثير من الأطفال في ان واحد، ولكنهم أيضا يدركون جيدا حالة الأهل الذين يبقون بجانب الطفل والصعوبات التي يواجهونها. لذلك لا تترددوا في اشراكهم فيما ينتابكم وطرح الأسئلة التي يجب أن تتلقوا عليها إجابة. أحيانا يبقى الأهل في الحاضنة لوقت طويل ولذلك يفضل جدا التعرف على أسماء أفراد الطاقم وطرح السلام عليهم في كل وقت والاهتمام بصحتهم. من المستحسن أيضا التعرف على وظيفة كل شخص في القسم ولأي شخص يجب التوجه في المسائل المختلفة.
بالإضافة الى التعرف على الطاقم الطبي يفضل أيضا التعرف على المستشفى نفسه، وذلك لأن الأهل يقضون به معظم وقتهم في فترة مكوث طفلهم في الحاضنة. من المهم استيضاح مكان تناول الطعام، من أين يمكن جلب الكراسي إذا كانت ناقصة في القسم، هل هناك ترتيب بالنسبة للأهل الذين يريدون البقاء للنوم، في أي الأماكن في القسم يسمح لهم بالتحدث بالهاتف المحمول، وهل يسمح باستخدام الكمبيوتر المحمول، هل هناك مجموعة دعم في المستشفى للأهل في وضعكم وكل شيء اخر تعتقدون أنه مهم.
4 . جمع المعلومات
على الرغم من القلق الشديد على صحة الطفل الخديج ، يفضل المشاركة والتعرف بالتفصيل على كل إجراء طبي وفحص يخضع له، من أجل الشعور بالارتباط به وبالعملية وعدم الشعور بالبعد والبقاء مع الكثير من الأسئلة دون رد. ومع ذلك، فإن جمع المعلومات عن حالة الطفل الخديج يمكن أن تكون مهمة شاقة وصعبة أثناء مكوث الطفل الخديج في الحاضنة. هناك الكثير من المصطلحات الطبية التي لم يعرفها الوالدين من قبل، لذلك أحيانا يمكن أن يشعر الوالدين بالعجز مقابل كل المعلومات التي تهبط عليهم دفعة واحدة. لذلك فمن المهم كتابة كل شيء، وعدم محاولة التذكر. إذا كنتم تشعرون بالحاجة لطرح السؤال مرة أخرى لأنكم لم تفهموا الجواب – افعلوا ذلك ولا تخجلوا. يمكنكم أيضا التحقق من خلال شبكة الإنترنت من المصطلحات أو الإجراءات الطبية التي لم تفهموها بعمق.
5 . تطوير التفاعل مع الطفل الخديج
الطفل الذي يبقى في حاضنة الخدج هو بالطبع لا يدرك حالته، ولكن مثل أي طفل اخر فهو متعطش للمسة من والديه ولدفء جسمهم. لا يسمح بلمس كل الأطفال في الحاضنة ولا يمكن امساك جميعهم ولكن هناك طرق للتعامل مع ذلك بمساعدة الطاقم الطبي. مع ذلك، فإذا منع الطاقم الطبي الاتصال المباشر مع الطفل فيمكن التحدث معه أو الغناء له.
عندما يكبر الطفل قليلا ويمكنكم الامساك به، اطلبوا من الطاقم الطبي المشاركة في علاجه. سواء في ارتداء الملابس، تغيير الحفاظات، إطعامه، ومجرد تقريبه من جسمكم.
6 . طلب الدعم
عندما يمكث الزوجان معا في حاضنة الخدج، فغالبا ما يحتاج كلاهما للدعم. لأن كلاهما في نفس الوضع، فهم غالبا ما يجدون صعوبة في دعم بعضهم البعض، ولذلك في هذه الحالة من المستحسن العثور على شخص اخر يمكنه أن يدعمهم والذي يمكنهم الحديث معه عن المكوث في الحاضنة وعما يمرون به. يمكن أن يكون هذا فرد اخر من الأسرة، عامل اجتماعي، فرد من الطاقم الطبي الغير مشغول كثيرا، وربما أهل اخرين في نفس القسم. كل إنسان يشعر الأهل أنه يمكن أن يصغي لهم ويدعمهم.
7 . كتابة يوميات
نعم كما فعلنا عندما كنا في جيل 16 عام. فان الكتابة يمكن أن تساعد جدا في التعامل مع العواطف الجياشة وترك الأفكار المتسارعة في الرأس والمتشابكة ببعضها البعض. الكتابة يمكن أن تساعد في تذكر كل المعلومات الطبية وإرشادات الطاقم الطبي. الأهل الذين يحبون التصوير يمكنهم فعل ذلك أثناء مكوثهم في الحاضنة بالتنسيق مع الطاقم الطبي. الانشغال في التصوير يمكن أن يخفف كثيرا ويستخدم أيضا كتذكار لهذه الفترة.
8 . الدعم المتبادل بين الزوجين
الزوجان اللذان يمكثان في حاضنة الخدج يعرفون الوضع أفضل من أي شخص اخر. فهم يعرفون ما الذي يشعر به الطرف الاخر لأنهم يشعرون بذلك بأنفسهم. لذلك فمن المهم تقاسم المشاعر والتحدث عن كل شيء حتى اذا أشعرتم أحيانا أنكم تشكلون عبئا على بعضكم البعض. الكثير من الأهل لا يعرفون كيف يتصرفون وماذا يفعلون وينغلقون في صمتهم مع أنفسهم مما يجعل العملية كلها أكثر صعوبة بالنسبة لهم. حاولوا الخروج من وقت لاخر من القسم والتنزه قليلا في الخارج. حاولوا أيضا العودة إلى البيت من وقت لاخر ولو لبضع ساعات للانتعاش وكسر الروتين.
9 . تلقي الدعم
إذا كان لدى الوالدين المزيد من الأطفال في العائلة أو إذا كانوا يسكنون في مكان بعيد عن الحاضنة ويجدون صعوبة في القدوم اليها، أو في أي قضية لوجستية أخرى - من المهم عدم التردد في طلب المساعدة. الأهل لا يستطيعون فعل كل شيء وحدهم والتعامل مع كل شيء. الضغط النفسي والتعب يمكن أن يتسببا في انهيار الجسم وعندها لا يكون الأهل قادرين على المكوث مع طفلهم في الحاضنة ومساعدتهم. للحفاظ على القوى والدافعية فمن المهم الاستعانة بأشخاص اخرين للقيام بالمهام المختلفة.
10 . محاولة الاستعداد
لا تحدث الولادة المبكرة دائما بشكل مفاجئ. في بعض الأحيان تكون هناك ظروف طبية التي تتطلب اجراء العملية القيصرية أو تحفيز المخاض قبل الموعد المتوقع مما يسمح للأهل بالاستعداد للبقاء في الحاضنة. في هذه الحالة اعدوا المنزل لفترة تغيبكم، حضروا كل شيء تحتاجونه خلال إقامتكم في القسم. حاولوا أيضا تحضير أفراد الأسرة والأصدقاء لكي يكونوا جاهزين للمساعدة إذا احتجتم اليهم.
<<
اغلاق
|
بفعل النمو الجسدي. ويمكن للطفل أن يدركَ بأنَّه يمرُّ بمرحلة البلوغ من خلال التَّغيُّرات التي تطرأ على جسمه.
في حالة الأنثى، فإنَّها سوف تلاحظ تنامي حجم الثديين وظهور شعر العانة، وهو ما يتزامن مع حدوث طفرة النمو، كما ستبدأ لديها الدَّورة الشهريَّة (الحيض menstruation). وسوف يحدث تغيُّرٌ في الشكل العام للجسم، بحيث يتوسَّع الوركان، وتصبح انحناءات الجسم أكثرَ تمايزاً.
أمَّا في حالة الذكر، فتتزامن طفرةُ أو قفزة النموُّ مع ظهور شعر العانة وشعر الوجه، وزيادة في حجم الخصيتين والقضيب. كما يأخذ شكلُ الجسم في التَّغيُّر أيضاً، بحيث يزداد عرضُ الكتفين وتكتنز عضلاتُ الجسم، وتزداد خشونة الصوت.
وتنجم هذه التغيُّراتُ عن الزيادة الكبيرة في إفراز الهرمونات الجنسيَّة (التستوستيرون Testosteron عند الذكور والإستروجين Estrogen عند الإناث).
تستمرُّ فترةُ البلوغ حتى بضع سنوات، ويختلف السنُّ الذي يبدأ به وينتهي عنده بشكلٍ كبير؛ فهو يبدأ في عمرٍ يتراوح بين 7-13 عاماً بالنسبة للإناث، وبعمرٍ يتراوح بين 9-15 عاماً بالنسبة للذكور، وفي أعمار أقلّ أو أكثر عند بعض الأطفال، وهو أمرٌ طبيعي تماماً.
أمَّا إذا انقضت تلك السنواتُ دون أن تظهرَ على الطفل أيَّة دلائل على حدوث تغيُّراتٍ جسديَّة، فتُسمَّى الحالةُ بتأخُّر البلوغ.
وتُعدُّ الأنثى مصابةً بتأخُّر البلوغ إذا لم تطرأ أيُّ زيادة على حجم ثدييها رغم بلوغها الثالثةَ عشر من العمر، أو لم تحدث لديها الدورة الشهرية رغم بلوغها السادسة عشرة من العمر.
ويُعدُّ الذكرُ مصاباً بتأخُّر البلوغ إذا لم تطرأ زيادةٌ على حجم الخصيتين عنده، رغم بلوغه الرابعة عشرة من العمر.
أسباب تأخُّر البلوغ
قد يتأخَّر البلوغُ لعدَّة أسباب. ويُعزى في معظم الأحيان إلى نمط النمو والتَّطوُّر السائد في العائلة، فقد يُلاحظ أنَّ أحدَ أقارب الطفل قد واجه نفس التأخر في البلوغ أيضاً، وهو في هذه الحالة يُسمَّى بالتأخُّر البِنيَوي constitutional delay، ولا يتطلَّبُ استعمالَ أيِّ نوعٍ من العلاج عادةً. وسوف يحدث البلوغُ في نهاية الأمر، وإن تأخر قليلاً عن باقي الأقران.
ومن جهةٍ أخرى، فقد يكون تأخُّرُ البلوغ ناجماً عن الإصابة بمشاكل صحيَّة؛ حيث يمكن للأمراضٍ المزمنة مثل داء السُّكَّري أو التليُّف الكيسي أو الأمراض الكلوية أو حتَّى الربو أن تؤدِّي إلى تأخُّر حدوث البلوغ، لأنها تعيق تطوُّرَ ونمو الجسم. وفي هذه الحالة، ينبغي علاجُ السبب الرئيسي والسيطرة عليه، فمن شأن ذلك أن يُقلِّلَ من احتمال حدوث التأخُّر في البلوغ.
كما قد يتأخَّر البلوغُ عند الطفل، الذي يُعاني من سوء التَّغذية، عن أقرانه الذين يتوفر لهم نظام غذائي صحي ومتوازن؛ فمثلاً، يفقد المراهقون الذين يُعانون من القهم العُصابي Anorexia nervosa الكثيرَ من أوزانهم، بما يعيق نموَّ أجسامهم بشكلٍ صحيح. كما قد يتأخَّر البلوغُ عند الفتيات اللواتي يمارسنَ الرياضة بوتيرة عالية، لأنَّ ذلك سيؤدِّي إلى تدنِّي نسبة الشحوم في أجسادهن، والدُّهون مكوّنٌ ضروري للجسم كي يتهيَّأ للدخول في مرحلة البلوغ وبَدء الحيض.
كما قد يتأخُّر البلوغُ أيضاً نتيجةً لوجود مشاكلَ في الغدَّة النُّخاميَّة أو الغدَّة الدَّرقيَّة، حيث تُنتج هذه الغددُ الهرمونات اللازمة لنموِّ وتطوُّر الجسم.
لا يبدأ حدوثُ الحيض عند الإناث في بعض الأحيان، لأنَّ الرَّحمَ والمهبل لم يتخلَّقا بشكلٍ كامل، أو بسبب فرط مستويات هرمون البرولاكتين Prolactin، وقد يكنَّ مُصاباتٍ بحالةٍ تُسمَّى متلازمة المبيض متعدِّد الكيسات polycystic ovary syndrome (PCOS).
كما قد يُعاني بعضُ الأطفال الذين لا يدخلون في مرحلة البلوغ في الوقت الطبيعي من مشاكلَ في صبغيَّاتهم، بحيث إنَّ مشاكلَ الصبغيَّات قد تتداخل مع سير النمو الطبيعي لديهم.
تعدُّ متلازمةُ تيرنر Turner syndrome مثالاً للاضطراب الصبغي. وتحدث هذه الحالةُ عندما يكون أحد صبغيّي الأنثى X شاذّاً أو مفقوداً. ويُسبِّبُ هذا مشاكلَ في طريقة نموِّ الفتاة وتخلُّق المبيضين وإنتاج الهرمونات الجنسيَّة. ويكون طولُ النساء اللواتي يُعانينَ من متلازمة تيرنر غير المُعالَج أقصرَ من المعتاد، وغالباً ما يكنَّ عقيماتٍ، وقد يُعانينَ من مشاكل صحيَّة أخرى.
بينما يُولَدُ الذكورُ المُصابون بمتلازمة كلينيفيلتر Klinefelter syndrome ولديهم زيادة في الصبغي X (XXY بدلاً من XY). ويمكن لهذه الحالة أن تُبطئ من التطوُّر الجنسي.
ما الذي يمكن للأطبَّاء أن يقوموا به؟
النبأُ السارُّ هو أنه بوسع الأطبَّاء مساعدة المراهقين الذين يعانون من تأخُّر البلوغ على تجاوز هذه المشكلة؛ فإذا اشتبه المراهق بأنَّ جسمَه لا ينمو كما ينبغي، فيجب عليه طلب المشورة الطبية.
وسوف يقوم الطبيبُ بإجراء فحص سريري وسؤال المريض عن تاريخه الصحِّي القريب والبعيد، والاستفسار عن أيَّة مخاوف أو أعراضٍ لديه، وعن الوضع الصحِّي لأفراد عائلته وعن الأدوية التي يستعملها وحالات التحسُّس التي قد يُعاني منها، وعن قضايا أخرى مثل أنماط نمو أفراد العائلة. وسوف يقوم الطبيبُ برسم مخطَّطٍ بيانيٍّ لمعرفة ما إذا كان نمطُ النمو يدلُّ على وجود مشكلة، وقد يوصي بإجراء اختبارات دمويَّة لتحرّي المشاكل في الغدَّة الدَّرقيَّة أو النخاميَّة أو في الصبغيَّات أو مشاكلَ أخرى. وقد يطلب الطبيبُ إجراءَ صورة شعاعية لتحديد العمر العظمي للشخص، وذلك لمعرفةَ ما إذا كانت عظامُه تنمو بشكلٍ طبيعي أم لا.
قد يكون تأخُّرُ البلوغ ناجماً عن مشكلة طبية، ويكون سببُه نمط النمو البطيء قليلاً لا أكثر؛ فإذا وجد الطبيبُ مشكلةً بالفعل، فسوف يقوم بتحويل الحالة إلى اختصاصي الغدد الصمَّاء عند الأطفال، وهو طبيبٌ متخصِّصٌ في علاج الأطفال والمراهقين الذين يُعانون من مشاكل في النمو، أو أن يُحوِّل الحالة إلى طبيبٍ اختصاصيٍّ آخر لإجراء المزيد من الاختبارات أو للعلاج.
قد يجد بعضُ المراهقين، ممَّن يُعانون من تأخُّر البلوغ، صعوبةً في انتظار حدوث التغيُّرات المرافقة للبلوغ، حتى بعدَ طمأنة الطبيب لهم بأنَّ الوضع طبيعي. وفي هذه الحالة، قد يقوم الطبيبُ في بعض الحالات بوصف برامج علاجية قصيرة الأمد (لبضعة أشهر عادةً) بأدوية هرمونيَّة للحصول على تغيُّراتٍ تُشير إلى بدء حدوث البلوغ. وبعد التوقُّف عن استعمال الهرمونات الصناعية، سوف تَحِلُّ محلها الهرمونات الطبيعية التي يُنتجها المراهق، وذلك لإتمام عمليَّة البلوغ.
يمكن للإناث استعمال حبوب هرمون الإستروجين Estrogen أو اللُّصاقات الجلديَّة، بينما يستعمل الذكورُ حقنَ التستوستيرون Testosterone. وقد يحتاج البعض إلى استعمال العلاج الهرموني لفترة زمنيَّة طويلة إذا لم تكن أجسامهم قادرة على إنتاج كميَّاتٍ طبيعيَّةٍ من هرمون الإستروجين أو التستوستيرون.
قد يحتاج بعضُ المراهقين إلى إجراء تصويرٍ للدماغ (مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI) للتحقُّق من وجود مشاكل في الغدة النخاميَّة. بينما قد تحتاج الإناث إلى إجراء تصوير بالإيكو (التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة) لمعرفة مدى تطوُّر الرحم والمبيضين.
التعامل مع تأخُّر سنِّ البلوغ
قد يكون من الصعب جداً على المراهق (أو المراهقة) مشاهدة أقرانه يكبرون ويمتلكون علامات البلوغ، في حين لا يزال يبدو هو طفلاً (أو طفلةً) ، وقد يشعر كما لو أنَّه لن يلحق بركبهم أبداً؛ فضلاً عن أنَّ عدمَ امتلاك الطفل لعلامات البلوغ قد تجعله عرضةً لسخرية زملائه في المدرسة وتهكُّمهم. وحتى لو قام الطبيبُ أو أهل الطفل بطمأنته من أنَّ وضعه طبيعي، وأنَّ المسألة هي مسألة وقت وحسب، فقد لا يكون ذلك كافياً لتهدئة باله، رغم اقتناعه بما يقولون.
ينبغي على المراهق، عندَ الشعور بالاكتئاب أو تعرُّضه لمضايقات من زملائه في المدرسة أو معاناته من مشاكل أخرى مرتبطة بتأخُّر النمو والتَّطوُّر، أن يتحدَّثَ إلى والديه أو طبيب الأسرة أو أيّ شخصٍ بالغٍ موثوق كي يساعده على الحصول على استشارة طبية بشأن حالته، ودعمه نفسياً كي يتمكَّنَ من التغلُّب على قلقه ومخاوفه.
تأخُّرُ البلوغ هو حالةٌ من الصعب على المراهق تقبُّلها والتعامل معها، ولكن ينبغي على عليه أن يدركَ بأنها مشكلةٌ قابلة للحل عادةً، وأنه سيلحق في النهاية بركب أقرانه.
<<
اغلاق
|
هو تليّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D عادةً، والذي يكون ضَرورياً للعظام النامية كي تمتصّ موادّ غذائيّة مهمّة. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام. ويصنعُ الجلدُ الفيتامين D استجابةً لأشعَّة الشمس. كما تحوي بعضُ الأطعمة على الفيتامين D، بما في ذلك مُنتجات الألبان والحبوب المُقوّاة أو المدعَّمة وبعض أنواع الأسماك. وقد لا يحصلُ الطفلُ على كفايته من الفيتامين D في حال: • كان بشرته داكنة اللون. • يقضي القليل من الوقت في الهواء الطلق. • كان موضوعاً على واقٍ للشمس في كلّ أوقات وجوده في الخارج. • لا يحتوي الطعام الذي يأكله على الفيتامين D بسبب إصابته بعدم تَحمُّل اللاكتوز، أو بسبب الالتزام بنظام غذائي نباتي صارم. • يرضع حليب الأم دون تلقِّي مكمّلات الفيتامين D. • لا يستطيع صنع أو استخدام فيتامين D بسبب إصابته باضطراب صحي، مثل الداء البطني (الداء الزلاقي). وبالإضافة للرَّخَد الغذائيّ، يمكنُ أن يُصاب الأطفال بشكلٍ موروث من المرَض.
مُقدّمة
الرَّخَدُ (والذي يُعرَفُ أيضاً باسم الكُساح أو تليُّن العظام) هو تليُّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام عادةً. وهو يُساعدُ العظام النامية على امتصاص مواد غذائيّة مُهمّة. قد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دونَ علاج إلى مشاكل عظميّة وسنيّة. لكن إذا عولِجَ في مرحلة الطفولة المبكرة.، فإنّ المشاكل تختفي أو تتحسّن عادةً. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية الرَّخَد. وهو يتناولُ أعراضَ المرض وأسبابه وعلاجه والوقاية منه.
الفيتامين D والرَّخَد
الفيتامين D هو مادّة غذائيّة موجودة في بعض الأطعمَة. وتستخدمه الخلايا في كلّ مكان من الجسم. يحصلُ الجسم على الفيتامين D عن طريق التعرّض لضوء الشّمس ومن أكل أطعمَة مُعيّنة. يحتاجُ الجسمُ إلى الفيتامين D كي يتمتعَ بالصحّة، حيثُ يُساعدُ الفيتامين D الجسمَ على الاستفادة من الكالسيوم والفُسفور. الكالسيوم ضَروريّ للحُصول على عظام قويّة. والفُسفور ضَروري للنمو وللمحافظة على الأنسجَة والخلايا وترميمها. الفيتامين D ضَروريّ للعَضلات والأعصاب. وتُساعدُ العَضلاتُ الجسمَ على الحركة. بينما تكونُ الأعصابُ ضروريةً لنقل الأحاسيس وإشارات الحركة بينَ الدماغ وباقي الجسم. تُصبحُ العضلات ضَعيفةً في حال عدم وجود ما يكفي من الفيتامين D. الفيتامين D مُهمٌّ أيضاً للحُصولِ على جِهازٍ مَناعي قوي. يُكافحُ الجهاز المناعيّ الأحياء المُمرضَة الغازية، مثلَ الجراثيم والفيروسات. قد يُصابُ الأطفال الذين لا يَحصلون على كِفايتهم من الفيتامين D بعظام تكون لينة ورَقيقَة وهشّة. وتُعرَفُ تلكَ الحالة باسم الرَّخَد. التَّعَظُّم هو عمليّة تكوُّن العظم الطبيعيّ. تَصنعُ أنواع من الخلايا نسيجاً عظمياً جديداً، وتحتاجُ تلكَ الخلايا للفيتامين D والكالسيوم لإضافة المعادن إلى العظم. يمنعُ الرَّخَد التعظّم ويُؤدّي لتليّن العظم. ويسمحُ ذلكَ بانثناء العَظم بطريقةٍ شاذّة. قد يحدثُ الرَّخَد إذا لم يَحصل جسمُ الطفل على كفايته من الفيتامين D. كما قد يحدُثُ إذا كان لدى جسم الطفل مَشاكلَ في الاستفادة من الفيتامين D بطريقةٍ طبيعيّة.
الأسباب
يحصلُ الرَّخَد عادةً عندما لا يحصلُ الطفلُ على كفايته من الفيتامين D. ويُطلَقُ على عدم الحُصول على ما يكفي من الفيتامين D اسمَ عَوَز الفيتامين D. يحصلُ الجسمُ على الفيتامين D من مَصدرين:
ضَوء الشمس.
الطعام.
ينتجُ الجلدُ الفيتامين D عندما يتعرّضُ لضوء الشمس، إلا أنّ أطفال الدول المُتقدّمة يميلونَ حالياً لقضاء وقتٍ أقلّ في الهواء الطلق. وغالباً ما يستخدمون واقيات الشمس، وهو الأمرُ الذي يمنعُ الأشعّة التي تحرّضُ الجلد على صنع الفيتامين D. يحوي كلٌّ من زيت السمك والأسماك الدهنية وصَفار البيض على الفيتامين D. كما يُضاف الفيتامين D إلى بعض الأطعمة، مثل الحليب وحُبوب الإفطار وبعض عصائر الفاكهة. ويمكنُ أن يُصاب الأطفال الذينَ لا يأكلونَ ما يكفي من هذه الأطعمة المُقواة بعوَز الفيتامين D. يُولَدُ بعضُ الأطفال وهم مُصابون بمشكلة صحية أو قد تظهر عندهم مُشكلة صحيَّة تُؤثّرُ في طريقة امتصاص أجسامهم للفيتامين D. ومن الأمثلة على تلكَ المشاكل:
الداء البطني أو الزُّلاقي.
التليّف الكيسي.
داء الأمعاء الالتهابي.
المَشاكل الكلوية.
عدم تحمُّل اللاكتوز.
المشاكل الكبديّة.
قد يكونُ الرَّخَد مَوروثاً أيضاً، وهذا يَعني أنّ المرضَ يمرّ من الآباء إلى الأبناء. ويُطلَقُ على الرَّخَد الموروث اسم الرَّخَد الوراثيّ. عندَ المريض المُصاب بالرَّخَد الوراثي، تكونُ الكليتان غير قادرتين على استخدام الفوسفور بشكلٍ صَحيح.
الأعراض
قد تتضمّنُ أعراض وعلامات الرَّخَد ما يلي:
بطء النمو.
ضعف العَضلات.
ألم في الذراعين والعمود الفقري والحوض والرجلين.
قد يتسبّبُ الرَّخَد كذلك بتشوّهات سنيّة. فيمكن أن يحدثَ:
تسوّسات سِنيّة.
بطء نموّ الأسنان.
ضعف الأسنان.
يُليّنُ الرَّخَد العظام ويبطئ نموّها. وهو قد يتسبّب بتشكّل عظام مُشوّهة، مثل:
عمود فقري منحني بشكلٍ شاذّ.
صدر الحمامَة، وهو بروز عظم القص للخارج.
حوض ضيّق.
تَضخُّم النهايات الأماميّة للأضلاع، وهو ما يُعرَفُ باسم "السُبحَة الرخَديَّة".
جمجمة ليّنَة.
تسمّك المعصَمين والكاحلين.
عندما يبدأُ الطفلُ المُصاب بالرَّخَد بالمشي، يتسبّبُ ثقل الوزن على العظام الضَعيفَة في الرجلين بالفَحَج (تباعد الركبتين). ويمكن أن يتسبّبَ في حالات أقلّ باصطكاك الركبتين. يجب مُراجعة مُقدم الرعاية الصحيّة للأطفال في حال إصابة الطفل بألم عظمي أو ضَعف في العَضلات أو تَشوُّهات. وقد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دون علاج إلى:
مَشاكل في التنفّس والتهاب رئوي.
انكسار العظام.
فَشَل في النموّ.
نوبات اختلاجيّة.
عَوامل الخُطورة
يزداد احتمال إصابة الطفل بالرخد عند وجود عَوامل خُطورة مُعيّنة. لكن لن يُصاب جميعُ الأطفال الذين لديهم عَوامل خُطورة بالرخَد. تتضمّنُ عوامل خُطورة الإصابة بالرَّخد:
العُمر. يكون الأطفال بين عُمري 6 و 24 شهراً أكثر خُطورة للإصابة لأنّ عظامهم تنمو بسرعة.
البشرة داكنة اللون. لا يتفاعَلُ الجلدُ قاتم اللون مع أشعة الشمس بنفس القوَّة التي يتفاعلُ بها الجلدُ الفاتح، لذلك فهو يصنع كميات أقلّ من الفيتامين D.
العيش في منطقة جغرافيّة تكونُ فيها أشعة شمس أقلّ.
عوامل خُطورة الإصابة بالرَّخَد الأخرى هي:
الرضاعة الطبيعية المُقيّدة، حيثُ لا يحوي حليب الأم ما يكفي من الفيتامين D للوقاية من الرَّخَد. ويوصي أطباءُ الأطفال بقطرات الفيتامين D للأطفال الذين يرضعون رضاعةً طبيعيّة.
أخذ أدوية مُضادّة للاختلاج، حيث تُعيقُ بعضُ الأدوية المُضادّة للاختلاج استفادة الطفل من الفيتامين D بشكلٍ طبيعي.
ولادة الطفل قبل أوانه، أو قبلَ الأسبوع 37 من الحمل.
التشخيص
سوفُ يُجري مُقدم الرعاية الطبية الخاص بالأطفال فحصاً جسدياً للطفل. وسيسأل الأبوين أسئلةً عن الأعراض عندَ الطفل وتاريخه الطبي ونظامه الغذائيّ. قد تكشفُ الأشعة السينيّة للعظام المُصابة وجودَ مَشاكل عظميّة. ويمكن أن تظهرَ فيما إذا كانت العظام مَكسورةً أو إذا لم تتكوَّن بشكلٍ صَحيح. تتحقّقُ الفحوصُ الدمويّة والبوليّة من مُستويات الكالسيوم والفوسفور والفيتامين D في الجسم. ويمكنُ لتلك الفُحوص أن تُثبتَ تشخيص الرَّخَد. كما يُمكنها أن ترصدَ تطوّر المُعالجة. تتضمّنُ الفحوص التي يُمكنها أن تُثبتَ تشخيص الرَّخَد:
تحليل غاز الدم الشرياني.
الفُوسفاتاز القلويّة.
الفُوسفور المَصلي.
الهرمونات الدُّريقيّة (هرمونات الغدد المجاورة للغدة الدرقية).
قد تُؤخذ خزعة عظميّة في أحيان نادرة. والخزعة هي استئصال خلايا أو أنسجة لإجراء فحصٍ عليها. سوفَ يُخدّرُ مُقدّمُ الرعاية الصحية منطقة من جسم الطفل، ويجري شقاً صغيراً في الجلد.، ثمّ تُغرَسُ إبرة في العظم وتُستأصَلُ قطعةٌ منه. تُفحَصُ قطعة العظم بعد ذلك. ويُمكنُ تأكيد تشخيص الرَّخد بالاعتماد على تَعَظُّم العيِّنة.
العلاج
إذا كان عَوَز الفيتامين D هو سبب الرَّخَد عندَ الطفل، فيمكنُ لإضافة الفيتامين D والكالسيوم إلى نظامه الغذائيّ أن يُفيد؛ فهذا يُرمّمُ المَشاكل العظميّة عند الطفل عادةً. يمكنُ علاج مُعظم حالات الرَّخَد بمُكمِّلات الفيتامين D والكالسيوم. لذلك يجب الالتزام بتوجيهات مُقدّم الرعاية الصحيّة. ويمكنُ للجرعَة أن تتفاوت بحسبِ حجم الطفل. ويمكن لجرعة الفيتامين D الأكثر من اللزوم أن تكون خطيرةً. إذا لم يُعالَج الرَّخَد عندما يكون الطفل في مرحلة النمو، فقد تُصبح مشاكل العظم والنمو دائمةً؛ غير أنها اذا عولِجَت في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنّ المشاكل تتحسَّن أو تختفي عادةً. قد يُشير مُقدّم الرعاية الصحيّة لاستخدام كِتاف في بعض حالات تَقوُّس الرجلين أو انحناء العمود الفقري. ويمكنُ للكِتافات أن تضع جسم الطفل في وضعية صحيحة بحيثُ تنمو العظام بشكلٍ مُناسب. قد يحتاجُ الرَّخَد الراجعُ لاضطرب جيني إلى أدوية إضافيّة أو لعلاجٍ آخر. وقد تحتاجُ بعضُ التشوّهات الحاصلة بسبب الرَّخَد لجراحَة تَصحيحيّة.
الوقاية
يمكنُ الوقاية من الرَّخَد عندَ الأطفال الذينَ يكونون تحتَ خُطورة الإصابة بالرَّخَد أو المُصابين باضطراب صحّي يعيقهم من امتصاص الفيتامين D بشكلٍ صَحيح. يحصلُ معظم المُراهقين والبالغين على الكثير من الفيتامين D الذي يحتاجونه عن طريق التعرّض لضوء الشمس، غيرَ أن الرضَّع والأطفال الصغار يحتاجون إلى تجنّب ضوء الشمس المُباشر تماماً أو أن يضعوا واقياً شمسيَّاً دائماً. يجبُ التأكّدُ من أن يأكلَ الطفلُ أطعمةً تحوي الفيتامين D بشكلٍ طبيعيّ. وتشملُ تلك الأطعمة الأسماكَ الدهنية وزيت السمك وصَفار البيض. وتُقوّى بعضُ الأطعمَة بالفيتامين D، من مثل:
حبوب الإفطار.
حليب الرضع الصناعي.
الحليب.
عصير البرتقال.
بما أنّ حليبَ الأم لا يحوي إلا كميّة صَغيرة من الفيتامين D، فإنّ أطباء الأطفال يوصون بأن يتلقى كل الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم قطرات فيتامين D فموية. ويبدأُ هذا عادةً في غُضون الأيام القليلة الأولى من العمر.
الخلاصة
الرَّخَدُ (والذي يُعرَفُ أيضاً باسم الكُساح وتَليّن العظام) هو تَليّن وضَعف العظام عندَ الأطفال. وهو يحدثُ عادةً عندما لا يحصلون على كفايتهم من الفيتامين D. يُولَدُ بعضُ الأطفال باضطراب طبي يُؤثّرُ في طريقة صنع أجسامهم للفيتامين D أو امتصاصه، أو قد يُصابون به بعد ولادتهم. يأتي الفيتامين D من ضوء الشمس والطعام. وهو يُساعدُ على امتصاص العظام النامية لموادّ غذائيّة مُهمّة. قد يُؤدّي الرَّخَد في حال تركه دونَ علاج إلى مشاكل عظميّة وسنيّة. لكن اذا عولِجَ في مرحلة الطفولة المبكرة.، فإنّ المشاكل تختفي أو تتحسّن عادةً. قد تتضمّنُ أعراض وعلامات الرَّخَد ما يلي:
بطء النمو.
ضعف العَضلات.
ألم في الذراعين والعمود الفقري والحوض والرجلين.
تسوّس الأسنان.
بطء نموّ الأسنان.
ضعف الأسنان.
عظام مُشوَّهة.
يمكنُ علاج مُعظم حالات الرَّخَد بمُكمِّلات الفيتامين D والكالسيوم.
<<
اغلاق
|
عُمره. إنَّ فحص الطفل السليم في غاية الأهميَّة للتأكُّد من أنَّ الطفلَ ينمو ويتطوَّر بشكل مُناسب. يبدأ فحصُ الطفل السليم عادةً بقياس وزن الطفل، وطوله، ومُحيط رأسه. ويستطيع مُقدِّم الرِّعايةُ الصحيَّة أن يُظهرَ كيف ينمو حجمُ الطفل مُقارنةً بغيره من الأطفال من العمر نفسه. كما يُجري مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة فحصاً جسديَّاً شاملاً للطفل من قمَّة رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. يُشكِّل هذا الفحصُ فرصةً مُناسبة للوالدين للتحدُّث مع مُقدِّم الرعاية الصحيَّة حولَ أيِّ قلق لديهما حول صحَّة طفلهما. يتضمَّن فحصُ الطفل السليم أيضاً إعطاءَ جُرعات اللقاحات للطفل. تحمي هذه اللقاحاتُ الطفلَ من بعض الأمراض الخطيرة. ويجب أن يُعطى الطفلُ جميعَ الجرعات كي يُصبح محميَّاً. يرغب مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة خلال الفحص في الحصول على معلومات حولَ وضع الطفل الصحِّي الحاليِّ والسابق. ينبغي أن يجمعَ الوالدين كلَّ الوثائق الصحيَّة الخاصَّة بالطفل، وأن يصطحبَاها إلى الفحص. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل، ونتائج الفحوص التي خضع لها الطفلُ عندَ الولادة، أي ما يُعرَف باسم "فحص الوليد".
مُقدِّمة
يجب أن يخضعَ الطفلُ خلال عامه الأوَّل لفحوص مُنتظمة من قبل مُقدِّم الرعاية الصحيَّة. وتُسمَّى هذه الزياراتُ عادة "فحصَ الطفل السليم" أو "برنامج زيارات الطفل السليم". إنَّ زيارات فحص الطفل السليم في غاية الأهميَّة، فهي تسمح بالتأكُّد من أنَّ الطفلَ ينمو ويتطوَّر كما ينبغي، كما تسمح أيضاً بالكشف المُبكِّر عن أيَّة مُشكلة في حال وجودها. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي الإجراءات التي تتمُّ في أثناء فحص الطفل السليم. وهو يُناقش معلومات حولَ الطريقة التي يجري بموجبها تقييم صحَّة الطفل. كما يُزوِّد الوالدين بالنصائح التي تُساعدهما على التحضير والاستعداد لهذا الفحص.
الفحصُ الصحِّي العام للطفل (فحصُ الطفل السليم)
يجري فحصُ الطفل السليم عادةً ستَّ مرَّات خلال السنة الأولى من عُمر الطفل. إنَّ فحص الطفل السليم هو فحصٌ مُستقلٌّ عن أيَّة زيارة أُخرى يقوم بها الطفلُ إلى مراكز الرعاية الصحيَّة بسبب المرض أو الإصابة. يجب أن يرى مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الطفلَ بعدَ يومين أو ثلاثة أيام من العودة إلى البيت عقبَ الولادة. وبعدَ هذه الزيارة الأولى، يحتاج الطفلُ إلى زيارة مُقدِّم الرعاية الصحيَّة عندما يصبح عُمره:
شهراً واحداً.
شهرين.
أربعة أشهر.
ستَّة أشهر.
تسعة أشهر.
خلال هذه الزيارات، يستطيع مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة المُساعدةَ على اكتشاف المشاكل الصحيَّة عندَ الطفل في وقت مُبكِّر، أي عندما يمكن أن تكونَ مُعالجتها أكثرَ سهولة. تعدُّ فحوصُ الطفل السليم ضروريَّةً، حتَّى عندما يبدو الطفل سعيداً وفي حالة صحيَّة جيِّدة. تُساعد هذه الفحوصُ على مُراقبة نموِّ الطفل وتطوُّره. لا يجوز أن ينتظرَ الوالدان موعدَ الزيارة التالية إذا أحسَّا بقلق حول صحَّة طفلهما، بل ينبغي عليهما استشارة مُقدِّم الرِّعاية الصحيَّة فوراً.
التحضيرُ لفحص الطفل السليم
على الوالدين تحضير بعض المعلومات من أجل فحص الطفل السليم، ومنها معلوماتٌ حولَ الوضع الصحيِّ الحاليِّ لطفلهما، وتاريخه المرضيِّ السابق. وعليهما جمع ما لديهما من وثائق طبيَّة تتعلَّق بالطفل لاصطحابها معهما في الزيارة. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل التي تتضمَّن ما أخذه من جُرعات اللقاح، ونتائجُ الفحوص الذي خضع لها الطفل عندَ الولادة. يجب أن يقومَ الوالدانُّ بإعداد قائمة بالتغيُّرات الهامَّة التي حدثت في حياة الطفل مُنذ آخر زيارة للطبيب، مثل:
المرض.
السقوط أو الجرح.
بدء ذهابه إلى حضانة الأطفال، أو بدء استخدام مُربِّية جديدة.
إنّ "زيارة الطفل السليم" تُقدِّم فُرصةً هامَّة للوالدينِ كي يسألا مُقدِّم الرعاية الصحيَّة أيَّةَ أسئلة تهمهما، وذلك من قبيل:
كيف ينمو طفلهما ويتطوَّر.
كيف ينام.
إرضاع الطفل من الثدي.
متى وكيف يُمكن إعطاء الطفل أطعمة صُلبة.
يُمكن أن يسألَ الوالدان مُقدِّمَ الرعاية الصحيَّة عن التغيُّرات والتصرُّفات التي يستطيعان أن يتوقَّعاها من طفلهما في الأشهر القادمة. كما أنَّ الزيارةَ تتيح فرصةً جيِّدة للسؤال عن طريقة جعل المنزل مكاناً آمناً لنموِّ الطفل. هذه بعضُ الأسئلة الهامَّة التي يُمكن أن يطرحها الوالدان:
هل يُتابع طفلهما تلقيحه في المواعيد المُناسبة؟
كيف يتأكَّدان أنَّ طفلهما يتناول كميَّةً كافية من الطعام؟
هل وزن الطفل صحِّي ومُناسب لعمره؟
هل ينام الطفلُ وقتاً كافياً؟
يجب أن يحملَ الوالدان دفترَ مُلاحظات في كلِّ زيارة لفحص طفلهما، وذلك لتسجيل إجابات مُقدِّم الرعاية الصحيَّة عن أسئلتهما. وهذا ما يسمح لهما بمُراجعة الإجابات لاحقاً إذا نسيا ما قيل لهما في أثناء الزيارة.
القياساتُ والفحص
يبدأ مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الفحصَ عادة بقياس وزن الطفل وطوله ومُحيط رأسه. يجب أن يكونَ الطفلُ عارياً خلال الفحص، لذلك ينبغي أن يحضِرَ الوالدان معهما بطانيَّةً لحماية الطفل من البرد في أثناء الفحص. تجري إضافةُ قياسات الطفل على مُخطَّطات النموِّ الخاصَّة به. ويستطيع مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة أن يجعلَ الوالدان يريان كيف يبدو حجمُ طفلهما بالمقارنة مع أطفال آخرين من العمر نفسه. لا يجوز أن يقلقَ الوالدان إذا كان طفلُهما لا ينمو بالسرعة نفسها التي ينمو بها غيرُه من الأطفال؛ فهذا لا يعني أنَّ طفلهما أقل صحَّةً من الأطفال الآخرين. والأمرُ المهم فعلاً هو أنَّ الطفلَ ينمو بثبات بين الزيارة والزيارة التي تليها. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أيضاً بإجراء فحص جسديٍّ شامل للطفل من رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. ويُشكِّل هذا الفحصُ فرصةً مُناسبة للوالدين للتحدُّث مع مُقدِّم الرعاية الصحيَّة حولَ أيَّة مخاوف لديهما فيما يخصُّ صحَّةَ طفلهما. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة خلال الفحص الجسديِّ الشامل بفحص ما يلي:
رأس الطفل.
وأُذنَيه.
وعينيه.
وفمه.
وجلده.
وقلبه ورئتَيه.
وبطنه.
ووركَيه وساقَيه.
وأعضاؤه التناسليَّة.
قد يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة رأسَ الطفل بحثاً عن بُقع طريَّة؛ حيث تدلُّ البقعُ الطريَّة على أنَّ لدى دماغ الطفل حيِّزاً مُناسباً للنموِّ. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أُذُنَي الطفل بحثاً عن وجود سائل أو التهاب. أمَّا إجراءُ فحص شامل للسمع فغير ضروريٍّ عادة. ولكن، من الممكن أن يرغبَ اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بأن يُبيِّن للوالدين كيف يستجيب طفلُهما للأصوات المُختلفة، بما في ذلك صوتُهما . كما يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة عَينَي الطفل أيضاً. وهو يتحرَّى عن وجود مُفرزات قيحيَّة من العَين، أو انسداد في قنوات الدَّمع. وفي الزياراتِ اللاحقة، سيقوم بتتبُّع حركة عينَي الطفل باستعمال أداة لامعة أو مضيئة، كالمصباح اليدوي مثلاً. يعدُّ فحصُ الفم جزءاً من الفحص الشامل، حيث يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة فمَ الطفل بحثاً عن علامات السُّلاق الفمويِّ وعلامات ظهور الأسنان. والسُّلاقُ الفمويُّ مرضٌ فطريٌّ شائع سهل المُعالجة. خلال الفحص الشامل، يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة جلدَ الطفل بحثاً عن الطَّفح أو عن علامات اليَرَقان. يتحوَّل لونُ الجلد وبياض العَينَين إلى الأصفر عندَ الإصابة باليَرقان، ويصبح لونُ البول قاتماً، بينما يبهُت لون البراز. واليرقانُ حالةٌ شائعة قابلة للمُعالجة عندَ حديثي الولادة. يجري فحصُ قلب الطفل ورئتَيه في أثناء الفحص الجسديِّ أيضاً. يستعمل اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة السمَّاعةَ الطبيَّة للإصغاء إلى أصوات القلب غير الطبيعيَّة أو إلى اضطرابات التنفُّس. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بطنَ الطفل أيضاً بحثاً عن أيِّ مكان مُؤلم أو عن ضخامة الأعضاء. ويكون ذلك بالضَّغط اللطيف على البطن. يجري فحصُ وَركَي الطفل وساقَيه في أثناء الفحص الشامل. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بتحريك ساقَي الطفل للتحرِّي عن أيَّة مُشكلة في مفصلَي الوركَين. يفحص اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أعضاءَ الطفل التناسليَّة أيضاً، للتأكُّد من عدم وجود علامات التهاب أو كُتل أو إيلام. وإذا كانت الطفلةُ أُنثى، فقد يسأل الوالدين عن وجود مُفرزات مَهبِليَّة أو عدم وجودها. ويجري فحصُ الأطفال الذكور للتأكُّد من سلامة نموِّ الخصيتَين.
حُقَنُ التَّمنيع (اللقاحات)
يتضمَّن فحصُ الطفل السليم إعطاءَ الطفل حقناً أيضاً، حيث تحمي هذه الحُقنُ الطفلَ من أمراض خطيرة، وهي تُدعى التلقيح أو التَّمنيع أحياناً. تقوم حُقَنُ اللقاح بعملها على نحو أفضل عندما يأخذها الطفلُ في العمر المُناسب، حيث يتَّبع الأطبَّاءُ برنامجاً للتلقيح يبدأ مُنذ الولادة. يجب أن يطلبَ الوالدان من الطبيب أو من الشخص الذي يقوم بالتلقيح نسخةً عن سجلِّ لقاحات طفلهما، وهي ما يُعرَف باسم بطاقة تلقيح الطفل. وعليهما أن يحتفظَا بهذه البطاقة في مكانٍ آمن، فقد يحتاجان إليها فيما بعد من أجل المدرسة أو من أجل أمور أُخرى. يجب أن يتذكَّرَ الوالدان أنَّ طفلَهما يحتاج إلى أخذ جميع حُقن اللقاح كي يغدو محميَّاً. إنَّ كُلَّ نوع من اللقاح يحمي الطفلَ من مرض مُختلف؛ فمثلاً، يحمي لقاحُ الشلل الطفلَ من الإصابة بفيروس شلل الأطفال، حيث يُمكن أن يُسبِّبَ التعرُّضُ لعدوى الشلل إصابةَ الطفل بالشَّلل وعدم القدرة على المشي مدى الحياة. لقد اختُبرت اللقاحاتُ لسنواتٍ طويلة قبل وضعها في الاستخدام. إنَّ خطرَ التعرُّض للأذى بسبب اللقاحات ضئيلٌ جدَّاً. كما أنَّ الآثار الجانبيَّة للحُقَن خفيفة عادة، وتستمرُّ فترةً قصيرة من الزمن فقط. لا يُعاني بعضُ الأطفال آثاراً جانبية على الإطلاق. ولكن، يجب أن يسألَ الوالدان الطبيبَ عمَّا قد يحدث لطفلهما بعدَ جلسة التلقيح.
نُموُّ الطفل وتطوُّره
يستطيع مُقدِّمُ الرِّعاية الصحيَّة خلال فحص الطفل السليم أن يُساعدَ الوالدين على تمييز علامات يبحثان عنها عندَ طفلهما في أعمار مُختلفة. وتُدعى هذه العلاماتُ المعالم النمائيَّة أو محطَّات التطوُّر. يتحرَّى مُقدِّمو الرعاية الصحيَّة عن معالم نمائيَّة مُحدَّدة في كُلِّ زيارة. ينمو كُلُّ طفل ويتطوَّر بطريقة مُختلفة عن غيره من الأطفال. إنَّ مُعظمَ الأطفال في شهرهم الأوَّل من الحياة:
تزداد أوزانهم.
يكون مُنعكس المصِّ لديهم جيِّداً.
يستجيبون للأصوات.
يُحرِّكون أذرعهم وسيقانهم.
وفي شهرهم الثاني:
يستطيعون رفعَ رؤوسهم عندما يكونون مُستلقين على بُطونهم.
ينظرون إلى الأشياء القريبة.
يهدلون، أي يُصدرون أصواتاً.
يبتسمون.
يصدرون صرخات مُختلفة عندَ وجود مشاعر مُختلفة.
ومُعظمُ الأطفال في شهرهم الرابع:
يستطيعون التدحرُجَ ظهراً لبطن.
يحاولون الوصولَ إلى الأشياء وإمساكها.
يضعون الأشياءَ في أفواههم.
يبدأون بالمُناغاة.
يضحكون.
يُميِّزون أصوات الوالدين أو لمساتهما.
ومُعظمُ الأطفال في شهرهم السادس:
ينقلون الأشياءَ من يد إلى اليد الأُخرى.
يستطيعون التدحرُجَ ظهراً لبطن.
تبدأ أسنانهم بالظُّهور.
ينامون من ستِّ ساعات إلى ثماني ساعات في الليل دون أن يستيقظوا.
يُقلِّدون أفعالَ الآخرين وأصواتهم.
يتوجَّسون ويخافون من الغرباء.
يُحبُّون سماعَ أصواتهم.
ومُعظمُ الأطفال في شهرهم التاسع:
يزحفون أو يَحبون.
يستطيعون الجلوسَ فترةً طويلة دون مُساعدة.
يأكلون بأنفسهم بواسطة أصابعهم.
يرمون الألعابَ ويهزُّونها.
يُدركون معنى كلمة "لا".
يستجيبون لمُناداتهم بأسمائهم.
يلوِّحون بأيديهم عند الوداع.
يلعبون بعضَ الألعاب.
يصل بعضُ الأطفال إلى بعض هذه المحطَّات التطوُّرية بشكل أسرع من غيرهم، أو مُتأخِّرين عن غيرهم من الأطفال. ولكنَّ الأمرَ الأكثر أهميَّة هو أن يُبدي الطفلُ نُموَّاً مستمرَّاً بين الزيارة والزيارة التي تليها. يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة بإخبار الوالدين عمَّا إذا كان التأخُّرُ في نموِّ طفلهما وتطوُّره يدعو إلى القلق.
الخُلاصة
يجري فحصُ الطفل السليم عادةً ستَّ مرَّات خلال السنة الأولى من عُمره، وذلك للتأكُّد من أنَّه ينمو ويتطوَّر بشكل مُناسب. إنَّ فحص الطفل السليم هو فحص مُستقلٌّ عن أيَّة زيارة أُخرى يقوم بها الطفلُ إلى مراكز الرعاية الصحيَّة بسبب المرض أو الإصابة. يبدأ مُقدِّمُ الرعاية الصحيَّة الفحصَ عادةً بقياس وزن الطفل وطوله ومُحيط رأسه. يستطيع اختصاصيُّ الرعاية الصحيَّة أن يجعلَ الوالدين يريان كيف يبدو حجمُ طفلهما مُقارنةً مع أطفال آخرين من العمر نفسه. كما يقوم اختصاصيُّ الرِّعاية الصحيَّة أيضاً بإجراء فحص جسديٍّ شامل للطفل من رأسه حتَّى أصابع قدمَيه. يتضمَّن فحصُ الطفل السليم إعطاءَ الطفل حُقناً أيضاً تُدعى حقن التلقيح أو التمنيع. تحمي هذه الحُقنُ الطفلَ من أمراض خطيرة. على الوالدين أن يجمعا ما لديهما من وثائق طبيَّة تتعلَّق بالطفل لإصطحابها معهما في الزيارة. ومن هذه الوثائق بطاقةُ تلقيح الطفل التي تتضمَّن ما أخذه من جُرعات اللقاح، ونتائجُ الفحوص الذي خضع لها عندَ الولادة.
<<
اغلاق
|